سمر علوني، بيرخن أوب زووم ، هولندا

سمر عضوة في حركة عائلات من أجل الحرية، وهي حركة تقودها نساء من عائلات سورية تطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين/ات والمختفين/ات في سوريا.

كان زوجي أستاذاً جامعياً وكان يمر في طريقه عبر نقاط التفتيش كل يوم دون مشاكل. ثم في أحد الأيام أوقفوه واعتقلوه. قال لي الضابط هناك أن أغادر، وإلا فقد أكون في خطر أيضاً. في ذلك الوقت كانت المنطقة التي كنا نعيش فيها محاطة من قبل داعش وكان الأمر صعباً للغاية. كنت أرغب في اصطحاب أطفالي إلى دمشق. حاولت أن أدفع للمهربين مقابل إخراجنا.

أخبرني النظام أنه إذا كنت أرغب في رؤية زوجي مرة أخرى، يجب أن أدفع مليوني ليرة سورية. قبل يومين من الموعد المقرر لتسليمه قالوا لي إنه عليّ أن أدفع مبلغاً أكبر. ثم فجأة اتصل الشخص الذي ينظم العملية وأخبرني أن أنسى الأمر. كان هذا في عام 2015.

حاولت بعد ذلك الحصول على أي معلومة بكل ما أمكنني. ظل الجميع يطلبون مني المغادرة لأن عائلتي وأنا في خطر. جميع عائلات المعتقلين/ات في خطر. كنت خائفة لأن لدي ولدان، فدبرت أمورنا وتمكنا من الخروج. أولاً ذهبنا إلى لبنان ثم إلى تركيا والآن نحن في هولندا وما زلنا لم نتلق أي معلومة موثوقة حول مصير زوجي.

لا شيء أصعب من الانتظار بهذا الشكل، وعدم معرفة ما تحمله لنا الأيام من أخبار. وعدم القدرة على فعل أي شيء على الإطلاق، فهذا يتركك بلا أمل. لكن كان علي أن أبقى قويةً لأنني أخذت أطفالي لبدء حياة جديدة في بلد جديد. لم أرغب أبداً في مغادرة سوريا لأنني أردت التمسّك بالأمل في عودة زوجي. لكن كان علي أن آخذ أطفالي إلى برّ الأمان. اتصلت بالناس كل يوم لمعرفة أي شيء عن مصيره. وكل يوم ما زلت أتصل وأبحث عن إجابات.

أصعب شيء في الانتظار هو الخوف الدائم. حاولت إخفاء خوفي عن الأطفال وكانوا يخفون خوفهم عني أيضاً. كنت أخشى قراءة أسماء المعتقلين/ات والمتوفين/ات خوفاً من أن أجد اسمه. أنا بحاجة لأن يبقى الأمل حيّا. لا أريد الحرية لزوجي فقط ، بل الحرية لكل من سلبت منهم/ن. أريد أن يحاسب النظام على ما فعله. أريد أن أقول ذات يوم إننا حصلنا على حقوقنا وحقوق المعتقلين/ات.